بقلم نصار إبراهيم
اجتمع الكابينيت الإسرائيلي (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر) بصورة طارئة لاتخاذ قرار غير طارئ، فهو معروف مسبقا: مهاجمة قطاع غزة...!!! كم هو مضحك هذا الكابينيت، وكم غزة كبيرة وهائلة بذاتها وبالأقدار والأثمان التي تدفعها.
هكذا هي الحال وكأنها منذ الأزل:
إذا نُفذت عملية في أي مكان في العالم ضد إسرائيل أو مصالحها فالرد: سنهاجم غزة!
إذا سرقت سيارة : لنهاجم غزة!
إذا ارتفعت الأسعار: سنحاصر غزة!
إذا أصابت ليبرمان أو نتنياهو وعكة صحية فالعلاج: أن نهاجم غزة مرة أخرى!
إذا عكّ أحد الوزراء مع زوجته: سنعاقب غزة!
إذا أطلق صاروخ من سيناء فالحل معروف : سنضرب غزة!
إذا تعطلت إشارات المرور في تل أبيب، فالسبب غزة، إذن لنعلن الحرب على غزة!
إذا تراجعت السياحة، فالسبب غزة: لنقصف غزة!
إذا تأخر المطر وانخفض منسوب بحيرة طبرية ، فغزة هي السبب: لنقطع المياه عن غزة!
أذا انقطع التيار الكهربائي فالسبب دعاء غزة: لنقطع الكهرباء عن غزة
إذا هبت عاصفة رملية، فرمال غزة هي السبب: لندفن غزة في الرمال!
إذا هبت عاصفة بحرية فالسبب أحد صيادين غزة: لنغرق غزة بالمياه!
إذا اُتهم أحد رؤساء إسرائيل بالتحرش الجنسي فالسبب غزة ( لأنها دائما تضطر القيادات الإسرائيلية للاجتماع والتلاصق) مما يثير الاستفزاز، إذن لندمر غزة!
إذا ارتفعت الحرارة أكثر من معدلاتها فالسبب أنفاق غزة، إذن لنشن الغارات على غزة!
إذا غضبت زوجة نتنياهو من جارتها فالسبب التوتر الناجم عن الوضع على حدود غزة، والحل:لنهاجم غزة مرة أخرى!
إذا أدانت أي مؤسسة دولية إسرائيل على جرائمها، فهذا بسبب التحريض الذي تقوم به غزة: لنحرق غزة.....!!!!
غزة...غزة... غزة... غزة... غزة... غزة... غزة... غزة... غزة...
غزة هي السبب، وغزة هي النتيجة... ولهذا يحلم قادة إسرائيل منذ ولادتهم ومعهم متلازمة صلواتهم وأدعيتهم: ليبتلعك البحر يا غزة.. نعم هكذا.. لأنها غزة... وهل هناك مصيبة وبلوى تقع على رأس إسرائيل إلا وسببها غزة؟!
غير أن البحر لم يبتلع غزة، فهو شقيق روحها منذ الأزل، فيما غزة تمضي نحو أقدارها غير آبهة بمجلس وزاري مصغر أو مكبر، محدب أو مقعر أو ما بينهما... فغزة تبقى عنوان هويتنا وكرامتنا ودمائنا النازفة فلا تتركوا غزتنا وحيدة...!
Write a comment