بيان
بعد أيام سيزورنا قداسة البابا فرنسيس وقداسة البطريرك المسكوني برتلماوس. وسوف يرافقهما عدد من البطاركة منهم غبطة
البطريرك بشارة الراعي. ونظرا إلى مكانة البطريرك الماروني الخاصة في الشرق الأدنى فقد كثرت الاعتراضات
على زيارته وأعطتها معنى سياسيا مناقضا للمواقف القومية السليمة.
ولهذا نرى من واجبنا في المبادرة المسيحية الفلسطينية (كايروس فلسطين) توضيح وتأكيد مجموعة من المواقف والأبعاد المتعلقة بهذه الزيارة.
أولا: إننا نرحب وتشرفنا زيارة البطريرك بشارة الراعي لنا ولفلسطين أرض الرسالات السماوية، ففلسطين وشعب فلسطين يفتحان ذراعيهما وقلبيهما لكل الأشقاء العرب ولكل من يأتي حاجا أو زائرا لهذه الأرض المباركة، وكنا نود أن تكون الزيارة في ظروف غير التي نحن فيها، أي ظروف الاحتلال الذي ما زلنا نعاني منه.
ثانيا: إننا كفلسطينيين مسيحيين نتوق لرؤية ومقابلة مرجعياتنا ورموزنا الدينية، إلا أننا وفي الوقت نفسه لا نريد أن توظف أو تستعمل هذه الرغبة كوسيلة أو مدخل لإثارة الارتباك والشك في أوساطنا ونحن نخوض مواجهة ضارية مع الاحتلال الإسرائيلي دفاعا عن حقوقنا الوطنية وحقوقنا الدينية مسيحيين ومسلمين. فنحن في المبادرة المسيحية الفلسطينية كايروس ومنذ إطلاق هذه المبادرة في عام 2009، وجهنا نداء وعلى كل المستويات إلى جميع المرجعيات الدينية المسيحية والكنائس في العالم كي تتخذ موقفا وخطوات حازمة في مواجهة الاحتلال ومنع تشكيل أي غطاء معنوي أو أخلاقي أو ديني لممارساته وسياساته العدوانية المستمرة علينا وعلى كل شعبنا منذ أكثر من 66 عاما.
ثالثا: إننا كمسيحيين فلسطينيين وانطلاقا من واجبنا ومن إيماننا وحقنا نرغب بأن نكون بمعية البطريرك للصلاة معا في الأماكن المقدسة، ولكن غبطة البطريرك يعلم جيدا بأننا محاصرون وممنوعون من زيارة القدس والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، تلك الأماكن التي بكل هيبتها ورمزيتها لا يمكن فصلها عن ناسها واصحابها. ونحن، أهلها، ممنوعون من الوصول إليها.
رابعا: إننا بالتأكيد لا نشكك لحظة في نوايا غبطة البطريرك، كما نعرف جيدا مواقفه المساندة والداعمة لقضية الشعب الفلسطيني، التي هي قضيته أولا، وهذا لا يحتاج إلى شهادة من أحد. ولكننا ودفعا لأي التباس فاننا نذكر بمحاولات الاحتلال لتمرير وتكريس الحقائق والواقع على الأرض وفق شروطه وخاصة في ما يتعلق بمدينة القدس التي يصر الاحتلال على التعامل معها كعاصمة أبدية موحدة لدولة إسرائيل. ولهذا لا نريد أن تصب أي زيارة من مسؤول عربي سياسي أو من مرجعية دينية في هذه المحاولات وأن تخدم هذا التوجه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما أن التعبير عن دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته ونضاله لا يكون بأية مبادرة تساهم في التطبيع مع الاحتلال وما فرضه من واقع.
خامسا: سنبذل جهودنا لكي لا تشكل هذه الزيارة خرقا في وحدة المواقف المسيحية العربية، ولا تسهم في تسعير التناقضات الداخلية بين المسيحيين العرب والفلسطينيين، وخاصة في هذه المرحلة التاريخية الخاصة التي تستعر فيها رياح التكفير والطائفية، في كل البلدان العربية، وسنقف في وجهها بقوة الفلسطيني والمؤمن المخلص، يدا واحدة، فلسطينيون مسيحيون ومسلمون، في وجه الاحتلال الإسرائيلي وفي وجه كل القوى الطائفية.
سادسأ: وإننا إذ نرى في "الحج" المسيحي أو الإسلامي، دعما للوجود العربي في القدس، فإننا نحذر في الوقت نفسه من خطورة ونتائج المبادرات المسيحية أو الفتاوي الإسلامية بجواز زيارة القدس تحت الاحتلال... وندعو إلى تدارك كل اثرسلبي ممكن لها على قضية ونضالات وحقوق الشعب الفلسطيني.
سابعأ: قد تبهج هذه الخطوة دولة الاحتلال، ليس لانها تؤمن بحق الاديان في التعبير عن ذاتها وممارسة شعائرها، بل لانها تخدم سياساتها وتبييض وجهها، وقد تستخدمها كوسيلة للرد على نضالاتنا ومواقفنا. وعليه و نظرا الى كل هذه الأخطار المحدقة بنا، ومع مودتنا وتقديرنا الكبير لغبطة البطريرك بشاره الراعي، فقد كنا نود لو بقي لقاؤنا معه في صلاة الروح، لا في التواجد في ظل الاحتلال الإسرائيلي.و مع ذلك، فاننا نسأل الله ان يرشد غبطة الضيف الكبير ويرشدنا الى ما هو حق وعدل وسلام ومحبة.
كايروس فلسطين- وقفة حق
شارك البيان
Write a comment